سعفات هجر
مرحبا بكم بين صفحات منتدى عائلة آل مبارك ونتمنى لكم قضاء وقتا طيبا ومليئا بالفائدة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سعفات هجر
مرحبا بكم بين صفحات منتدى عائلة آل مبارك ونتمنى لكم قضاء وقتا طيبا ومليئا بالفائدة
سعفات هجر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

اذهب الى الأسفل

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد "  الكلمات التي قيلت في حقها " Empty " كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

مُساهمة من طرف تمريّون الإثنين 12 مايو 2008, 10:19 pm

مرثية زهرة تتفتح في الجنة No


* يوسف محمد المبارك آل مسعود



مرثية زهرة تتفتح في الجنة No





(لقد كتبتِ : (إني راحلة ، وسأسقط كورقة صفراء تدوسها الأقدام (وأن الموت جاء إلي راكضاً بل مسرعاً) ..



وأني قد تعلمتُ منك كل ما في معجم التفاني من معاني وصور عظيمة من صمودٍ وصبرٍ وصلابة،وتضحية وإيثار وتحملٍ






و إصرار ، كل ما فيكِ نبيل .. ..... فابتلاكِ بعدما رآك راضيةً مطمئنةً .. عند نزوله مشرقةً باسمه فقلتِ( فحمداً لمن أعطاكِ على ما أعطاكِ ) ..



رُزِقتِ خيراً فأعطيت ، ورزقتِ جاهاً ، فتواضعتِ ، ورزقتِ علماً فزكيتِ ، ورزقتِ خُلقاً فتأدبتِ،وابتلاكِ ربك فشكرتِ



فوا الله لقد كنتِ شغوفة بكل ما يحببك لمعبودكِ مقبلة على كل مايقربك من خالقك، معرضة عما يبعدك عنه ، فما ضعفتِ وما وهنتِ ، وقد ضحكتِ على الدنيا غير آسفة،ورفعتِ راية الإباء والنصر ، فنعم الأَمَةِ الصالحةِ المجاهدةِ ، الآمرة بالمعروف ..الناهية عن المنكر .... حتى وأنت على سرير الرحيل ،



لقد أراد منك الموت أن تُعلني الاستسلام فما ضعفتِ وما وهنتِ ..



لقد كنتِ مثال البطول الحية ، فما مت وما غمضت عيناكِ ،






فما أقوى يقينكِ ،وما أصلب إيمانك ،



فلقد عملتِ للآخرة كأنكِ ستموتين غداً ،وعشت الدنيا حتى كأنكِ تعيشين أبداً ،



زكَّيتِ نفسكِ ، فهمزوكِ ,وترفعتِ عما في أيديهم فلمزوكِ وأعرضتِ عن جهلهم ، فغمزوكِ ، فغبتِ عنهم ،فحنَّوا إليكِ ،






وخلفتِ الذكر الحسن الجميل ، وضمك التراب عجباً لنفسك العالية .. وشموخكِ العزيز ، وهامتك دونها الثريا ، وعلو همَّتُكِ لا






يوصف ، ورجاء رحمته مطلبك ، وقربه رجائك ، والخوف منه ملجئك ,وهروبك منه إليه غايتك , فما أكثر ما سحَّتْ مآقيكِ دمعاً غزيراً لخالقك وبارئك، وإنه لنحيب دونه الجبال لو سمعه جبل لأنهار واستوى



كلما أراد منك الموت توسلاًَ ازددتِ قرعاً لبابه الواسع هرولة وجرياً....



، وكلما أراد أن يُفت شيئاً من عزماتك لذتِ بمن استقلت له السموات والأرض ،



وكلما رأت عيني منك عرقاً إثر عرقٍ يفني ، حيٍّ من روحكِ عزمة إثر عزمة ,






.وكلما تصدع من جسدك الطاهر عضواً ،



تسارعت تتفتح من زهور روحك رياحين الجنة ،






وكلما أحرقك الألم بناره زاد روحك صقلاً, وجوهرك لمعاناً ..



وكلما دب وهن في جسدك ،نما في روحك شوق إلى ربك ، وكأنك عوداً قد (زاده الإحراق طيباً )،



بل زاد فيك لذة العبودية من رحمة نزلت عليك ولكنها بألم وفراق، ووقوداً لك لتسلكي السبيل كلما اشتد استعاره ، وقوي توهجه , زاد من سرعة سيرك وقرب خلاصك بلقاء حبيبك .



فما التفتِ لما بك أو حل علينا لا عليك من هم لعظم هدفك ، فقلت (عيالي لهم الله)



ويعجبون كيف لا تشتكين ..



بل لا تتشكين ولا تتألمين ؟؟؟؟؟






كيف ؟؟؟؟






وأنت قد رأيت .... بل لمستِ نار خطاياك ، فانشغلت عما يؤلمكِ ، عن دنياكِ أو عيالكِ



فهي ترى ما لا ترون ، وسلامة روحها ؛ لا يشغلها عن سلامة جسدها ..



وحرصها على صفاء روحها ونقائها لا في بقائها ..






أقول ( احترقي كما يقول ( الكاتب علي) No ( كي يذوب ما تبقى في الكامن الذي وعدته بالجنة ..



لا يزال يتزين بعبق الذاكرة ، ولا تزال الثمرات الأربعة تهفو لنث المطر ..



خذي وطرك .. هذا زمني .. تقض مضاجعه .. نظرات الأربعة .. أين أنتِ .. لمَ لا تأتين ..



هذا زمانكِ .. يقضي رحلة على ضفاف انكساراتي .. ويعدني بأن الخيانات مرَّ عليها زمانٌ ..



ولم تنفض ثيابها .. ولم يغب عنها لون الاحتمالات .. أجاهد كي أغسل هذا المتهور من بعض ما علق به ..



أجاهد كي أجلد الصبر بالصبر ، ولكن بعض الأرواح لا تنتشي إلا بالعذاب .



. وبالعذاب تنمو أوراق الأمل وتزهر الأغصان .. أقول امنحيني من بعض جسارتك .. أمنحكِ من كل امتثالي ..



امنحيني صفحةً بيضاء كي أخرج من فوهة البركان إلى شلال السكينة ،



فأنا بعضٌ من صبرك وسكينتك .. لا شيء يتلقفني سوى فراغ المرحلة ،



وبعض عيون شاخصة تبدو كذات النار ...



في هذه اللحظة لا تغادرني انكساراتي ..على الرغم من أنني أعلنت العصيان على مداهمة الترقب للعاصفة ..



كلماتك وسام عذبة كالماء على قلبي المتلظي .. قوية كجسور الصلب تشد ما بي من تصدع .. )



تشدين على يدي .. دع قلبك قوي .. لا تلتفت .. فأنت أقوى .. أريدك .. وأريدك .. وأريدك كذا وكذا ..



لا تنساني .. الله يخليك لي .. رحمكِ الله



No فقلتِ (.... يا قلبي لا تحزن ) Crying or Very sad



( احترقي يا شمعة كي يذوب ما تبقى في ، فعندما تغيب الألوان أشعر بأن لوناً ما يتخلق في هذا الوجود ..



أشعر بأنك تولدين من بدء ، ويتسع صدري ليضم أشواقك



ويحتضن علو همتك وأحلامك الناصعة وأمنياتك التي تساوي براءة الكون ...



هذا أنا أمكث تتقطع بي السبل كلما أرقك سوط الألم ، اشتد تعلقك بنور الموجد..



لا أدري.. لماذا أنت وحدكِ تملكين دوران الشمس حولي ، حين لا يكون لدي من مساحة تتكئ عليها روحي سواه ..



سيدتي ليس الحب سوى مساحة للعيش بلا موت.. يسكنك الوجوم ، ويغتالني الفقدان..



لا يباغتني شيء سوى أنكِ موغلة في الاشتياق.. ممعنة في الاحتراق..



غارقة في النأي عازفة عن البوح .. جارفة إلى حد العصيان )



وقد كتبت ( يا رب خذني إليك )






(ألجُّ في سماء الله ،



فلا أجد من غرائبٍ سوى عينيكِ اللتين لا تنتظران إلا إلى بعضي المنكسر ، وتنتهي العاصفة إلى حديث سري .



Crying or Very sad . يصل إلى أعماق الذاكرة .. في هذه اللحظة يتبدد حلم ما لا يلزم ..

عندما قلت لك : ما زال هناك بقاء .. قلت : هناك البقاء ..



لنغني معاً باسم الفجيعة التي أطاحت بحبات القلب ،



وانقلب الزمان على الزمان والأناشيد ملَّت الرقص على شفتي الترقب الرهيب ..



تلك رهبة الوصال ورهبة الانفصال ، ورهبة العناق ، ورهبة الانشقاق..



حتى انشق الزمن عن رحله.. على لظى رملٍ متحرك، وسارت الأرض..



وسارت إبل المعرفة نحو مسارات التيه ، لكن حين أبادر .. أشعر بأن حالة كونية ، تمارس الضجيج ،



فما أنا أتجلد بها .. ثم أرسمها على كراسة براءتي .. لأعيد بعض الجسور ما بيني وقلبي ،



هذا قلبي يشهد كبرياءه ، لا يحلم إلا بنهاية عالمٍ أصبح من العسير أن ينسى في جيبه كلمة الحب ،



ثم يناشد الطير كي يسير بلا جناحين ، في هذه اللحظة الأشياء الباهتة ، تبدو أكثر ضآلة مما قبل ،



ويبدو ما كان رائعاً ، خيال مجنون مثلي ) *. .






ذو الحجة 1420هجرية____________________



* بعض العبارات منقولة بتصرف من مقالات للكاتب : علي أبو الريش .








بيضاً ينام على ملامحها
رسمتْ روائع من تقٍ سمحٍ
فأبصرت كأنما ملكٌ




نهرٌ من التقوى ومغتسلُ
فيها الفريضة وانثنى النفل
في سمتها قد راح يبتهلُ

وأنا مقرٌ بعدم قدرتي على الوفاء لحقكِ ، وعاجزٌ عن رد إحسانك ،



وكل ما أقوله .. أنتٍ جبلٌ وهامتي دونكِ ..



. فهل بمستطاعي إدراك ما وراء الجبل ..



فسلام عليك يوم ولدتِ , ويوم متِّ .. ويوم تبعثين حية


---------------




قيلت هذه الكلمة في أربعينية أم عماد رحمها الله
تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد "  الكلمات التي قيلت في حقها " Empty رد: " كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

مُساهمة من طرف تمريّون الجمعة 06 يونيو 2008, 8:09 pm

[size=73]سلالم وأحلام

قصيدة رثاء المرحومة (( أم عماد )) حرم الأستاذ يوسف آل مبارك ، وهي حديث عن لسان أبي عماد .[/size]


[size=73]كتبها الفنان سمير العمران[/size]

عامٌ تجلى كله أحزانْ ..

[size=73]عامٌ وفيه غصة الحرمانْ ..
عامٌ مضى وكأنه يومينْ ..

أين الديار ومهجتي وأشرف الخلانْ ..
أين القناديل التي ضاءتْ بها الأكوانْ ..
مالي إذا عمَّ الظلامْ ..
هاجت بيَ الأشجانْ ..
وتغلغلتْ أغلالها وعداوة الازمانْ
أحسستُ أنني واحدٌ رغم الألوف وكثرة الأخوانْ ..
عاينتُ رسم ظلالها ومبسم الإيمانْ
عاينتُ كف دلالها ، وحنانها ، والصفح والغفران ..
عاينتُ كل حيائها وصبرها وعطفها الحسَّانْ ..
عاينت ليلة عرسنا ، وضحكة الأخوان ..
لم احترس غدر الزمان وتشابه بيض الثياب وحنكة الأكفانْ ..
أبحرتْ في سفن الهيام ، في موجة الأعوام ، وبنيتُ غيومها سلالم الأحلامْ
ما خلتُ أن عمادنا أمسى ينادي صرخةً في معقل الأيتامْ ..
أمسى وقد حرَّته شمس غيابها ، ومدامع الآلامْ ..
ستظل أروقة الشجون حبيسةً يجتاح ظلمة قصرها الإنسانْ ..
أخذتْ وفي درب الرحيل قبرٌ لها عنوانْ ..
أخذتْ ترتل ما حلى من سور القرآنْ !..
وتشوقت لرؤى الحبيب البارئ الرحمن ..
يكفيكَ يا زمن العجاب في غربتي تمادياً
مزق شباك فؤاديَ ..
خذ ما بقيَ من ذكريات لياليَ
هاكِ اسمعي صمتي وآهاتي وقلبي منادياً
لم تبقَ إلا صرخةً فيها تجلَّتْ عتمةً وسوادا
أيحقُ لي بعد الوداعِ أبقى الدهور على الخليل متوهجٌ حيرانْ ..
أيحق لي من مدمعي شيئان ..
رد الحبيب ..
ورؤية العينان ..

[/size]



[size=73]الفنان التشكيلي[/size]



[size=73]سمير العمران[/size]



[size=73]مدرس التربية الفنية[/size]



[size=73]بمتوسطة الزبير بن العوام بالبطالية[/size]



[size=73]5/11/1420هـ[/size]


عدل سابقا من قبل تمريّون في الثلاثاء 17 أكتوبر 2023, 6:53 pm عدل 3 مرات
تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد "  الكلمات التي قيلت في حقها " Empty رد: " كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

مُساهمة من طرف تمريّون الجمعة 06 يونيو 2008, 8:19 pm

سلام وتحية
* باقر الرستم

(( المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح )) : نسبة شبيهة بـ ( إن تستغفر لهم سبعين مرة ) .. أي خير من مائة ألف رجل غير
صالح .. خير من مليون رجل غير صالح .. وهكذا دواليك .

ولا ينحصر عنصر التفضيل في حدود الصالح من النساء والطالح من الرجال .
بل حتى بين الصالح من النساء والصالح من الرجال وفقاً لما قال تعالى : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) ، فالأتقى من النساء قطعاً خير من التقي من الرجال .
وقد صدق الشاعر الكبير السيد جمال الدين الهاشمي حين خاطب الزهراء (ع) :
ما عاب مفخرها التأنيث أنَّ بها على الرجال نساء الأرض تفتخرُ

نعم التأنيث لا يعيب ولا يقلل من الشأن ، ولا ينحصر فخر النساء
بسيدة النساء فاطمة الزهراء(ع) .. فهناك خديجة أم المؤمنين (ع) التي كانت أحد طرفي القوة للإسلام والدعم لرسول الله (ص) ، وذلك في قوله
(ص ) : قام الإسلام بمال خديجة وسيف علي بن أبي طالب ، وهناك أم عمارة وهناك صفية عمة النبي (ص) وهناك سويداء الهمدانية وهناك دلهم زوجة زهير ، وهناك عقيلة بني هاشم فخر المخدرات التي قال الشاعر حسن البغدادي عن قلبها الذي تحمَّل آلاماً لا تقوى الجبال على حملها :


يا قلبَ زينب ما لاقيتَ من محنٍ فيكَ الرزايا وكل الصبر جُمعا

لو أن ما فيكَ من حزنٍ من كمدٍ في قلبِ أقوى جبال الأرض لانصدعا
يكفيكَ فخراً قلوبُ الناس كلهمُ تقطَّعت للذي لاقيتَهُ جزعا
وفي عصرنا زينب عصرها العالمة الشهيدة السعيدة آمنة الصدر الشهير بـ (( بنت الهدى )) قدس الله روحها الطاهرة .
ومن المفترض أن الواقع يعيش ألواناً من الحقول المختلفة ذات المد والجزر ، على المسرحين الإيجابي والسلبي ، ومن المفترض أيضاً أن نجد أمثلة صالحة وقدوات صالحة يُحتذى حذوها في حقلها .. فكما أننا نجد القدوة والمثال المحتذى حذوه في الرجال في الإصلاح الفكري كآية الله الشهيد المظلوم السيد محمد باقر الصدر وآية الله الشهيد الشيخ مرتضى مطهري ، فإننا نجد في المرأة القدوة كالشهيدة بنت الهدى ، والنساء اللاتي وصفهن الإمام الراحل (قده) ب( الزينبيات ) اللاتي وقفن مع الرجال في ملحمة الدفاع المقدس أمام عدوان البعثيين على دولة إمام الزمان (ع) كزينب (ع) في وقوفها مع سيد الشهداء والمظلومين أبي عبدالله الحسين (ع) في كربلاء .
والحصول على المثال والقدوة ليس من عداد المستحيلات أو عجائب الدنيا .. كلا .. وإلا لما وجدنا (( أئمة يدعون إلى الخير )) في مواجهة الأئمة الذين يدعو إلى الكفر .. ولما قال تعالى لنا (( لتكونوا شهداء الناس )) .
وقد قلت سلفاً : الحياة ذات ألوانٍ أو حقول متعددة .. مختلفة الحجم في حضورها وفي الحقل وطبيعتها .. وفي كل حقلٍ نماذج مثلى هي قدوات يحتذى بها تمثل القمة في حضور ذلك الحقل وطبيعته .. فإذا ما اختفى النموذج تضاءل حضوره وجاء بديل قد يكون خيراً من أو أسوء منه .
ونحن أمام نموذج حق لنا نحن الرجال أن نفخر به كما يحق للنساء أن تفعل ذلك .. إننا أمام الأخت الفقيدة المؤمنة الصابرة والممتحنة التي آلمنا رحيلها كما كان الألم بقلب أهلها من والديها إلى زوجها الأستاذ يوسف المبارك ..
لا أدري من أعزي .. من هو صاحب العزاء .. أهو المجتمع الذي فقد إحدى أفضل العاملات المؤمنات المحتسبات أجرهن عند الله ؟ .. أم هو والداها ؟ أم زوجها الأستاذ أبو عماد الذي فقد الشخصية المميزة التي ملئت حياته حيوية ونشاطاً وتفكيراً ؟
نعم لقد فقد نموذجاً خصباً بالمعاني المؤثرة والنشاط الدائب
والفكرة الناضجة ، والمرأة الوقورة ، إنها أم عماد .. التي لم يشغلها
حبها للمجتمع عن ارتباطها بالله .. ولا ارتباطها بالله عن أداء مسؤولياتها العائلية .. وتقواها .. وتفكيرها الدائم الذي كما تقول في بعض أوراقها أتعبها كثيراً ..

لقد استمعت إلى الأستاذ أبي عماد وهو يتحدث بحرارة عن عرفانها وتقواها .. وحبها وعشقها الحقيقي للمعرفة والطهارة والنقاء .. حتى ساقتني متابعتي لحديث زوجها وقراءة كتاباتها المتفرقة الاعتقاد بتعذر الحصول على نظيرٍ لها في المجتمع ، ولتعذرني أخواتي المؤمنات .. فحضور الراحلة السعيدة القصير والفعل في الطرف جعل كل النساء والرجال يقفون إجلالاً لها لصبرها العجيب في محنتها التي أظهرت أنها أهلاً لذلك البلاء العظيم ..
وقد سألني الأستاذ أبو عماد عن هذه الحالة المقدسة التي كانت تعيشها الراحلة السعيدة أم عماد فقلت له : إن المعرفة والتدين أوصلاها إلى ما وصلت إليها .. بل وأزيد: إنها استحقت من خلال تدينها والتزامها المتواصل أن تعيش حالات عشقٍ وولهٍ مع الله لم يشعر بلذتها سوى من غمره حب الله ، حيث الحب مدينة العرفاء .
ولقد سألت الأستاذ أبا عماد عن قراءاتها في كتب الأخلاق ، فقال إنها تكثر من ذلك ، ولاحظت ذلك من خلال تسجيلها لبعض دروس الأخلاق وكتاباتها التي هي أقرب إلى لغة أهل العرفان .. بل وجدتُ موضوعاً مطولاً تتحدث فيه عن معنى السير والسلوك .. وهي مفردات عرفانية معروفة .
نعم .. إن الراحلة أم عماد ( رحمة الله عليها ) ثرية بالمعرفة التي استطاعت أن توجه رخاءها وضراءها .. فنعم المرأة الصالحة هي ، وعاملة بما تؤمن به .. إنها دائماً مبادرة إلى رضى الله ( بلَّغها الله ونحن إياه ) كما حدثني بذلك الأستاذ أبو عماد ، وكما وجدتُ في كتاباتها المتفرقة هذا التوجه لديها .
لقد وعت حديث (( ليس منا من لم يحاسب نفسه في اليوم والليلة )) وامتثلت له ، فقامت بعمل برنامج دقيق ومكتوب ، تقوم بتقييد ما قامت به أو ما تخلفت عنه ، ولم تتخلف عن عملٍ فيه رضىً لله إلا لعمل آخر هو أرضى لله تعالى .
حق لوالديها أن يفخرا بها .. وأنا على يقينٍ أن رحيلها آلم إمام الزمان (صلوات الله عليه وعلى آبائه ) وعجل الله فرجه الشريف ، وجعلها ممن نالوا شرف شفاعته .
فسلام الله وتحياته وبركاته عليها يوم ولدت .. ويوم عاشت محنتها صابرة محتسبة راجية رضى الله تبارك وتعالى ، وسلام الله عليها يوم ينشرها الله يوم القيامة لتتجاوز أهوال الحشر كما يتجاوزها الصالحون العارفون بالله بإذن الله تعالى ، وأنالها الله شفاعة محمد وآله الطاهرين (سلام الله عليهم أجمعين ) ..






تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد "  الكلمات التي قيلت في حقها " Empty رد: " كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

مُساهمة من طرف تمريّون الجمعة 06 يونيو 2008, 8:21 pm

كلما زادتْ فرحة اللقاء زادت لوعة الفراق
الأستاذ أحمد المسعود
في أربعينية أم عماد رحمها الله 12/1420هـ



الشمسُ أهدتْ للأنامِ هُداها
غنت على الأشجارِ كل طيورها
حدثٌ سعيدٌ في جموع حمامها
تمَّ اللقاء فيا لها من ليلةٍ
عاشا كروحٍ واحدٍ بين الملا
رُزقا فراخاً واستعدا للبنا
داراً من الإيمان كان أساسها
ضمتْ إلى كنف السعادة بعلها
وإذا البلاءُ بدا لهم متنقباً
يمشي الهوينا لا يراقب ربه
في وجه أم الشبل وجَّه نظرةً
أرجوكَ دعني والفراخ من الأذى
لكنه بالثدي سدَّد سهمه
نادتْ وداعاً يا رفيقي .. يابني
جاء الحكيم وقال مهلاً يا فتى
صبراً أبا الأيتام إنكَ في غدٍ
للصابرين من الإلهِ رحمةٌ
ورزية الحوراءِ تبقى سلوةً
وأبو الأئمة وهو يشكو قلةً



فسعادةُ الإنسانِ فيضُ سناها
وتراقصتْ والطيبُ عمَّ رُباها
تكوين عش العرس صار بناها
هذا لعمرك سعدُها ومناها
الله جمَّع شملها وهدَاها
هاذي الدنيةُ جنَّةً جعلاها
تلك الشفيقة أرضها وسماها
ورنت إلى أبنائها ترعاها
صياد غدرٍ للسهامِ براها
في قلبهِ أحقاده أخفاها
خافتْ فغطتْ وجهها برداها
واترك شريك العمر لا يصلاها
لم يكترث من ضعفها فرماها
وختامها اللهُ أطبق فاها
إن القضاء بسيفه أرداها
تلقى الحبيبَ بروضةٍ ربَّها
والآلُ خيرُ سجيةٍ نلناها
لمصائب الدهر التي نلقاها
أم المصائب واثقاً سماهاً



تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد "  الكلمات التي قيلت في حقها " Empty رد: " كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

مُساهمة من طرف تمريّون الجمعة 06 يونيو 2008, 8:23 pm

كلمة أم عبدالله حرم صالح الرستم في أربعينية المرحومة أم عماد

بسم الله الرحمن الرحيم


سبحان الباقي الذي تفرد بالبقاء ، وجعل الموت مخلصاً للأتقياء وموعداً في حقهم للقاء ، فله الشكر في السماوات والأرض ، وله الحمد في الأولى والآخرة .. أما بعد :
فإن معاني الأخلاق زكاة النفوسِ وسمو الفضائل مطلب العاشقين في درب الحقيقة ، وكاشفة لسر الوجود الخالد ، وبالتالي فهي تأسر القلوب الصافية ، وتشرأب لها أعناق الأزكياء وأصحاب الهمم العالية ، ويكمن صعوبة نيلها والحظوة بسربالها ، أنها ربيعية في زمن الهجير ، نهارية في زمن الظلام ، وفقيدتنا الراحلة " أم عماد " واحدة من أولئك الذي دأبوا وثابروا لنيل تلك المعالي ، واستطاعت أن تطوي سنين البعد ، وأن تهشم جُدُر الصعاب لتتألق في سماء الآخرة ، وتهجر أرض الدنيا .

فلقد تميزت فقيدتنا الغالية بأريحية عالية ، وروح شفافة ، استطاعتْ من خلال جلسة ذلك ؛ لأنها ارتوت من معين الخير ، فأصبحت كلها خير ، وأصبحت مباركة أينما كانت .

رحلت الغالية من عالمنا ، وهي تحمل وسام المجاهدين ، وترتدي حلية الصابرين ، وتطلب العلم في درب الناجين ، رحلت تلك الزهرة بعد أن نشرت عبيرها علينا ، وقدمت ما لديها في سبيل خدمة الحسين ، وفي خدمة المجتمع ، ولو كان لديها الوقت لقدمتْ أكثر ، وعلى الرغم من تلك الفترة الوجيزة التي عاشتها بيننا ، إلا إنها غرست في النفوس بذرة الحب والتفاني والتضحية الكبيرة في سبيل الأولى فالأولى ، ففي الفترة – وقبل سنة من وفاتها ( رحمها الله ) _ كانت تجاهد في سبيل تعلم المنطق وتعلم الأصول ، على الرغم من ظروفها القاسية ، ومع ذلك كافحت وجاهدت في سبيل التحصيل ، وكانت تطمح إلى أعلى من ذلك ، إلا إنها تركتنا ورحلت ، وخلفت في النفس حسرة لن تزول أبداً ،
كانت سباقة في عمل الخير ، وفي الخلق الكريم ، فحين سكنت في البيت ، ولم يزرها أحد من جيرانها ذهبت هي تطرق الباب على جاراتها ، وتتعرف عليهم ، وتقدم نفسها لهم ، على أنها جارتهم الجديدة ، وتود أن تتعرف عليهم .

تقول إحدى جاراتها : لقد أخجلتني بتلك الزيارة ، لأنها كانت حقاً علينا لها ، ولو لم يكن من ذا وذاك إلا حسن تبعلها لكفاها فخراً ورضاً ، أولم يقل الرسول الأعظم (ص) لسفانة بنت حاتم ( ما معناه ) : " إن حسن تبعل إحداكنَّ لزوجها يعدل ذلك كله " .. يا له من مغنم عظيم تحظى به المرأة ، وهي خلف باب دارها ، ولقد أدارت المرأة المعاصرة ظهرها لهذا المغنم العظيم ، عندما تمردت على هذا الباب وكأنه أصبح سر شقائها ، وهي لا تعلم بأنه سر سعادتها ، ولا أعني مطلقاً بأن على المرأة أن تحجب عطائها في ميدان العطاء ، وإنما تعيد ترتيب ذلك الواجب في حسبان الأولوية الصحيحة ، وعدم التفريط في ترك واجبٍ آخر ، فالمرأة المعاصرة عكست ترتيب الواجب ، فضاع الأول وضاع الآخر .
من هنا أدركت فقيدتنا الغالية هذه النظرية وأتقنت الدفة في حسبتها عندما رأت تعارض واجب ما بعد الباب ، وواجب ما خلف الباب ، قدمت ما قدمه الله ورسوله ، وأخرت ما أخراه ، وهذه منقبة تضاف إلى رصيدها في زمن قلَّ من يدرك دقائقه ، ويلتزم حقائقه .

فسلام عليها حين ولِدَتْ ، ويوم رحلت ، ويوم تبعثُ تحت لواء
أئمتها ، ومعية مولاتها الزهراء (ع) وأمها خديجة الكبرى (ع) .


أم (عبدالله صالح الرستم ) .

12/1420

حسينية الحيدرية

تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد "  الكلمات التي قيلت في حقها " Empty رد: " كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

مُساهمة من طرف تمريّون الجمعة 06 يونيو 2008, 8:24 pm

والحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمن الرحيم
قد أحتار فيما أكتبه عنكِ .. لكن الحقيقة تفرض نفسها على السطور ، لا أروع ولا أجمل من أن يكون للإنسان مشاعر مقدسة ، ومحترمة وموهوبة من قبل الله عزَّ وجل ، تُرى ما سرُّ هذا التقديس ، وذلك الاحترام ؟ إنه صفاء النفس ورقَّة الطبع والسجية الأريحية رغم خشونة الحياة وضجرها التي تمتلكينها أُستاذتي الموقرة رحمة الله عليكِ .. أتذكر جيداً عندما دخلتِ علينا الفصل الدراسي لأول مرة وكنتِ ترتدين ذلك الحجاب الأسود يزيد وجهكِ الكريم نوراً وبهاءً ، ثم بدأتِ بشرح الدرس ونحن ننصت لكِ بكل تقدير واحترام وكأنكِ ملاك سماويٍ ، وبعدما انتهيتِ من الدرس بدأتِ تسألينا هل فهمنا أم لا ؟ أتذكر وأنتِ تثنين على كل واحدة تعرف الإجابة حيث نالني من ذلك شيئاً فتدخلين في قلوبنا الفرح والسرور ، وكنت تعيدين الشرح لمن لم يفهم بعد . لقد علمنا بالأمس أساسات مادة الرياضيات نستخدمها اليوم ونستفيد منها رغم الفترة الوجيزة التي قضيتها معنا .
أستاذتي الفاضلة :
لكم احترقتِ من أجل إضاءة عقولنا ، ولكم هلكتِ من أجل أن تناوليني لحمك وتسقيني دمكِ .. كلا لستُ أنا التي تجازيكِ بل هل في وسعي أن أجازيكِ بما لا طاقة لي به إلا أن أقول :لك الشكر الجزيل ، لكِ الحب الوفير ، لكِ كل تعابير التحيات القدسية – لكِ أنتِ يا معلمتي - ، ولإنْ ذهبتِ عنا فإنكِ باقية في قلوبنا ، فما أحلى شذى عطرك ، وريحان عودك ، يا عود عنبرٍ محترقٍ لأجلنا ، إن ما قد تكبدتيهِ من قاسي الآلام لهو دليل فضلك في هذه الحياة ، وكما قيل :


محن الفتى يخبرن عن فضل الفتى
ما قد مضى يا نفسُ فاصطبري له



والنارُ مخبرة بفضل العنبرِ
ولك الأمان من الذي لم يُقْدَرِ


أسأل الله الولي القدير أن يتغمدكِ برحمته , وواسع فضله ، ويسكنك فسيح جنانه إنه ولي ذلك ، والحمد لله رب العالمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


طالبتك …
الخميس 24/12/1420هـ
[/size]
[/center]
تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد "  الكلمات التي قيلت في حقها " Empty رد: " كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

مُساهمة من طرف تمريّون السبت 04 أكتوبر 2008, 1:02 am

(الموت كلٍ واردهـ)



العين فوق الخد دمعها منثور *** هيهات تجف دموعها مهما تعبرّت (1)
أكتم وانا قلبي على النار مصهور*** والكايده لا من وقفت وتذكرّت
والجوف يوهج كنّه وهاج تنّور *** ما يطفي ناري الماء ولو منه كثرّت
أمشي وانا كنّي على الوجه مسطور *** يا عونة الله في زماني تمرمرّت
والناس في طورٍ وانا اليوم في طور*** والوقت ما يبقى على ما تصورّت
انا صوابي داخل القلب مسمور (2)** خلاص ماني مستصّح وتدهورّت
فقدت انا اللي لي مضى لي معه دور*** ياعزتي لي عقب موته تكدرّت
قبل أمس انا ويّاه واليوم مقبور*** فجأه وانا منها انفجعت وتأثرّت
مصابي يكبر كل ما شفت انا البزور*** إذا انشدوني في أمرهم وتحيرّت
والمـوت كـلٍ واردهـ درب ماثـور*** إن شئت وان ما شئت ولو انّك تأثرّت
البيت أظلم عقبها ما اشوف به نور*** النــور يا لله تجعله ببيتٍ لــها اخترت
الله يجعل لج مكانٍ مع الحور*** بجـاه من هللت باسمه وكبرّت
وصلاة ربي عد ما تنهض طيور*** على النبي اللي بهديه تنورّت

الشاعر : علي الحبيب
1) تعبرتّ : خنقتني العبرة .
2) مسمور : كأنه أصيب بمسمار .
تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى