سعفات هجر
مرحبا بكم بين صفحات منتدى عائلة آل مبارك ونتمنى لكم قضاء وقتا طيبا ومليئا بالفائدة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سعفات هجر
مرحبا بكم بين صفحات منتدى عائلة آل مبارك ونتمنى لكم قضاء وقتا طيبا ومليئا بالفائدة
سعفات هجر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل

الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم Empty الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم

مُساهمة من طرف تمريّون السبت 29 ديسمبر 2012, 4:38 pm

الإعجاز في اللغة :

له عدة معانٍ : الفوت , وجدان العجز , إحداثه كالتعجيز .
فيقال: أعجزه الأمر الفلاني أي فاته , والإعجاز مصدر أعجز , والمعجزة : أمرٌ خارقٌ للعادة , يعجز البشر أن يأتوا بمثله .


فالقرآن هو معجزة الرسول الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم P1
بإجماع العلماء , لتسليم قريش والعرب جميعاً به , وعجزهم على أن يأتوا
بمثله , لكن الأمر الذي لم يكن محل اتفاق هي الجهة التي كان فيها الإعجاز
القرآني .



فهو كلمات وألفاظ وعبارات لا تختلف عما ألف الناس ومما يدور على ألسنتهم .

عجز (لسان العرب)

العَجْزُ: نقيض الحَزْم، عَجَز عن الأَمر يَعْجِزُ وعَجِزَ عَجْزاً فيهما؛ ورجل عَجِزٌ وعَجُزٌ: عاجِزٌ.







ومَرَةٌ عاجِزٌ: عاجِزَةٌ عن الشيء؛ عن ابن الأَعرابي.
وعَجَّز فلانٌ رَأْيَ فلان إِذا نسبه إِلى خلاف الحَزْم كأَنه نسبه إِلى العَجْز.


ويقال أَعْجَزْتُ فلاناً إِذا أَلفَيْتَه عاجِزاً.
والمَعْجِزَةُ والمَعْجَزَة: العَجْزُ. قال سيبويه: هو المَعْجِزُ والمَعْجَزُ، بالكسر على النادر والفتح على القياس لأَنه مصدر.

والعَجْزُ الضعف، تقول: عَجَزْتُ عن كذا أَعْجِز.







ومعنى
الإِعْجاز الفَوْتُ والسَّبْقُ، يقال: أَعْجَزَني فلان أَي فاتني؛ ومنه
قول الأَعشى: فَذاكَ ولم يُعْجِزْ من الموتِ رَبَّه، ولكن أَتاه الموتُ لا
يَتَأَبَّقُ وقال الليث: أَعْجَزَني فلان إِذا عَجَزْتَ عن طلبه وإِدراكه.


--------------------------------
البلاغة في اللغة :
بلغ (لسان العرب)
بَلغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبَلاغاً: وصَلَ وانْتَهَى، وأَبْلَغَه هو إِبْلاغاً هو إِبْلاغاً وبَلَّغَه تَبْلِيغاً؛

وقولُ أَبي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ
السُّلَمِيِّ: قالَتْ، ولَمْ تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنى: مَهْلاً فقد
أَبْلَغْتَ أَسْماعي إِنما هو من ذلك أَي قد انْتَهَيْتَ فيه وأَنْعَمْتَ.








وتَبَلَّغَ بالشيء: وصَلَ إِلى مُرادِه، وبَلَغَ مَبْلَغَ فلان ومَبْلَغَتَه.
وفي
حديث الاسْتِسْقاء: واجْعَلْ ما أَنزلتَ لنا قُوّةً وبلاغاً إِلى حين؛
البَلاغُ: ما يُتَبَلَّغُ به ويُتَوَصَّلُ إِلى الشيء المطلوب.


والبَلاغُ: ما بَلَغَكَ.

والبَلاغُ
الكِفايةُ؛ ومنه قول الراجز: تَزَجَّ مِنْ دُنْياكَ بالبَلاغِ، وباكِرِ
المِعْدةَ بالدِّباغِ وتقول: له في هذا بَلاغٌ وبُلْغةٌ وتَبَلُّغٌ أَي
كِفايةٌ، وبَلَّغْتُ الرِّساةَ.



والبَلاغُ: الإِبْلاغُ.
وفي التنزيل: إِلاَّ بَلاغاً من الله ورسالاتِه، أَي لا أَجِدُ مَنْحجى إِلا أَن أُبَلِّغَ عن اللهِ ما أُرْسِلْتُ به.



والإِبلاغُ:
الإِيصالُ، وكذلك التبْلِيغُ، والاسم منه البَلاغُ، وبَلَّغْتُ الرِّسالَ.
التهذيب: يقال بَلَّغْتُ القومَ بلاغاً اسم يقوم مقام التبْلِيغِ.


وفي الحديث: كلُّ رافِعةٍ رَفَعَتْ
عَنّا (* قوله« رفعت عنا» كذا بالأصل، والذي في القاموس: علينا، قال
شارحة:وكذا في العباب.) من البلاغ فَلْيُبَلِّغْ عَنّا، يروى بفتح الباء
وكسرها، وقيل: أَراد من المُبَلِّغِين، وأَبْلغْتُه وبَلَّغْتُه بمعنى
واحد، وإِن كانت الرواية من البلاغ بفتح الباء فله وجهان: أَحدهما أَن
البَلاغَ ما بلغ من القرآن والسنن، والوجهُ الآخر من ذوي البَلاغِ أي الذين
بَلَّغُونا يعني ذوي التبليغ، فأَقام الاسم مقام المصدر الحقيقي كما تقول
أَعْطَيْتُه عَطاء، وأَما الكسر فقال الهرويّ: أُراه من المُبالِغين في
التبْليغ، بالَغَ يُبالِغُ مُبالَغةً وبِلاغاً إِذا اجْتَهد في الأَمر،
والمعنى في الحديث: كلُّ جماعةٍ أَو نفس تُبَلِّغُ عنا وتُذِيعُ ما تقوله
فَلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ.



وأَما قوله عز وجل: (هذا بَلاغٌ للناس وليُنْذَرُوا به، أَي أَنزلناه ليُنْذَر الناسُ به) .

وبَلَّغَ الفارِسُ إِذا مَدَّ يدَه بِعِنانِ فرسه ليزيد في جَرْيِه.

وبَلَغَ
الغُلامُ: احْتَلَمَ كأَنه بَلَغَ وقت الكتابِ عليه والتكليفِ، وكذلك
بَلَغَتِ الجاريةُ. التهذيب: بلغ الصبيُّ والجارية إِذا أَدْركا، وهما
بالِغانِ.



وبَلَغْتُ المكانَ بُلُوغاً: وصلْتُ إِليه وكذلك إِذا شارَفْتَ عليه؛ ومنه قوله تعالى: فإِذا بَلَغْن أَجَلَهُنّ، أَي قارَبْنَه.
والبَلاغةُ الفَصاحةُ.



والبَلْغُ والبِلْغُ: البَلِيغُ من الرجال.
ورجل
بَلِيغٌ وبِلْغٌ: حسَنُ الكلام فَصِيحُه يبلغ بعبارة لسانه كُنْهَ ما في
قلبه، والجمعُ بُلَغاءُ، وقد بَلُغَ، بالضم، بَلاغةً أَي صار بَلِيغاً.


وقولٌ بَلِيغٌ: بالِغٌ وقد بَلُغَ.
---------------------------



عدل سابقا من قبل تمريّون في الجمعة 22 فبراير 2013, 11:47 pm عدل 5 مرات
تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم Empty رد: الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم

مُساهمة من طرف تمريّون السبت 29 ديسمبر 2012, 5:18 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]‏>

9‏/8‏/2009
الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم Cleardot


الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم Cleardot
الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم Cleardot


الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم Cleardot






نظرات السابقين في إعجاز الكتاب المبين
الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم

الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم Relbook5




إعداد : يوسف بن محمد المبارك .
مدخل :




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في فضل :




القرآن الكريم
[right]ثُمَّ
أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ نُوراً لاَ تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ،
وَسِرَاجاً لاَ يَخْبُو تَوَقُّدُهُ، وَبَحْراً لاَ يُدْرَكُ قَعْرُهُ،
وَمِنْهَاجاً لاَ يُضِلُّ نَهْجُهُ ، وَشُعَاعاً لاَ يُظْلِمُ ضَوْؤُهُ،
وَفُرْقَاناً لاَ يُخْمَدُ بُرْهَانُهُ، وَتِبْيَاناً لاَ تُهْدَمُ
أَرْكَانُهُ، وَشِفَاءً لاَ تُخْشَى أَسْقَامُهُ، وَعِزّاً لاَ تُهْزَمُ
أَنْصَارُهُ، وَحَقّاً لاَ تُخْذَلُ أَعْوَانُهُ. فَهُوَ مَعْدِنُ
الْإِيمَانِ وَبُحْبُوحَتُهُ ، وَيَنَابِيعُ
الْعِلْمِ وَبُحُورُهُ، وَرِيَاضُ الْعَدْلِ وَغُدْرَانُهُ ، وَأَثَافِيُّ
الْإِسْلاَمِ وَبُنْيَانُهُ، وَأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَغِيطَانُهُ .





وَبَحْرٌ
لاَ يَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ ، وَعُيُونٌ لاَ يُنضِبُهَا
الْمَاتِحُونَ ، وَمَنَاهِلُ لاَ يَغِيضُهَا الْوَارِدُونَ، وَمَنَازِلُ
لاَ يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ، وَأَعْلاَمٌ لاَ يَعْمَى عَنْهَا
السَّائِرُونَ، وَآكَامٌ لاَ يَجُوزُ عنْهَا الْقَاصِدُونَ. جَعَلَهُ اللهُ
رِيّاً لِعَطَشِ الْعُلَمَاءِ، وَرَبِيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ،
وَمَحَاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ، وَدَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ،
وَنُوراً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ، وَحَبْلاً وَثِيقاً عُرْوَتُهُ،
وَمَعْقِلاً مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ، وَعِزّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ، وَسِلْماً
لِمَنْ دَخَلَهُ، وَهُدىً لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ، وَعُذْراً لِمَنِ
انْتَحَلَهُ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ، وَشَاهِداً لِمَنْ
خَاصَمَ بِهِ، وَفَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ، وَحَامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ،
وَمَطِيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ، وَجُنَّةً
لِمَنِ اسْتَلْأَمَ ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَى، وَحَدِيثاً لِمَنْ رَوَى،
وَحُكْماً لِمَنْ قَضَى .


مقدمة :



[/right]



القرآن
الكريم هو المعجزة الإلهية الخالدة لخاتم المرسلين ... ولا بد لكل نبي من
معجزة , وينبغي أن تكون أرقى فنون عصر رسالته , وكل المعاجز ذهبت بذهاب
أهلها , إلا القرآن , فإنه باقٍِ إلى يوم القيامة .



قال الله تعالى : (( قُل
لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ
هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) سورة الإسراء


وقال الله تعالى : ((أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82) سورة النساء

حيث
أن المتدبرفي الآيات لايجد اختلافاً ولاتفاوتاً أوتناقضاً لافي المعنى ولا
في البيان بل كتاباً متشابهاً قد أحكمت آياته تقشعر له جلود المؤمنين .


قال الله تعالى : ((اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ
جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ
يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
(23) سورة الزمر






[size=16]قال الله تعالى : (( قُل
لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ
قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )) (109) سورة الكهف


وأنقل لكم أحبتي المؤمنون رعاكم الله من كتاب الميزان في تفسير القرآن

فقوله: «قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي»

أي فرقمت الكلمات و أثبتت من حيث دلالتها بذاك البحر المأخوذ مدادا لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي.

و ما ذكره حق لكن لا
لحديث التناهي و اللاتناهي و إن كانت الكلمات غير متناهية بل لأن الحقائق
المدلول عليها و الكلمات من حيث دلالتها غالبة على المقادير كيف؟

و كل ذرة من ذرات البحر و
إن فرض ما فرض لا تفي بثبت دلالة نفسها في مدى وجودها على ما تدل عليه من
جماله و جلاله تعالى فكيف إذا أضيف إليها غيرها؟.

في تفسير القمي، بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام): في الآية قال: أخبرك أن كلام الله ليس له آخر ولا غاية و لا ينقطع أبدا.

ومن كتاب مجمع البيان في
تفسير القرآن نورد لكم أعزائي الكرام معنى قوله جل وعلا (كلمات ربي) (قيل
أراد بالكلمات ما وعد لأهل الثواب و أوعد لأهل العقاب عن أبي مسلم « لنفد
البحر » أي لفني ماء البحر « قبل أن تنفد كلمات ربي » و قيل أن كلماته
المراد بها مقدوراته و حكمته و عجائبه و قوله « و لو جئنا بمثله مددا » أي و
لو جئنا بمثل البحر مددا له أي عونا و زيادة لما نفد ذلك و قيل أراد
بكلمات ربي معاني كلمات ربي و فوائدها و هي القرآن و سائر كتبه و لم يرد
بذلك أعيان الكلمات لأنه قد فرغ من كتابتها فيكون تقدير قل لو كان البحر
مدادا لكتابة معاني كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كتابة معاني كلمات
ربي فحذف لأن المعنى مفهوم و المداد هو الجائي و الآتي شيئا بعد شي‏ء .


قال لإمام علي عليه السلام Sad وَكِتَابُ
اللهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، نَاطقٌ لاَ يَعْيَا لِسَانُهُ، وَبَيْتٌ لاَ
تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَعِزٌّ لاَ تُهْزَمُ أَعْوَانُهُ) .

[/size]


نظرات البلاغيون القدامى
وحريٌ
بنا أن نتطلع إلى آراء العلماء وما تكشف لبصائرهم من أسراره , وسنتعرض
لوجهات نظر وأقوال المتقدمين , فإن هذه النظرات الكثيرة , وإن تماثلت ليست
على مستوى واحد ؛ لأن الحقائق الفنية غير الحقائق العلمية التي يقطع القول
فيها .

ابن الطيب
يقول ابن الطيب : ((فإن قيل الذي بُني عليه الأمر في تثبيت معجزة القرآن أنه وقع التحدي إلى الإتيان بمثله , وأنهم عجزوا عنه بعد التحدي إليه)) .


فالعاجز
عن قول الشعر , يعلم أن غيره من يستطيع قول الشعر , وإذا علم البليغ
العالم بالعربية وبلاغتها عجزه عن القرآن علم عجز غيره ؛ لأنه يعلم أن حاله
وحال غيره في مجاراة القرآن سواء , إذ لم يكن له سابق , أو نظمٌ يقاربه
ويشابهه .

أبي سليمان الخطابي
ففي كتاب "بيان إعجاز القرآن" لأبي سليمان الخطابي :
((يجمع صفتي الفخامة والعذوبة , وهما على الانفراد في نعوتهما كالمتضادين , لذلك كان اجتماعهما في نظم القرآن فضيلة خص به))
,
((واعلم أن القرآن إنما صار معجزاً لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم
التأليف , متضمناً أصح المعاني , من توحيد له عزت قدرته , وتنزيهٍ له في
صفاته , ودعاءٍ إلى طاعته , واضعاً كل شيءٍ موضعه)) .

القاضي الباقلاني
أما القاضي الباقلاني
فهو يجد القرآن بديع النظم عجيب التأليف متناهياً في البلاغة إلى الحد
الذي يُعلم عجز الخلق عنه , ثم يكشف آيات الإعجاز في نظم القرآن بجوانب
منها :

1- ما يرجع إلى جملة القرآن كله : فنظم القرآن خارج في تصرف وجوهه واختلاف مذاهبه عن المعهود من جميع كلام العرب .
2-
ما يرجع إلى أن ليس للعرب كلام مشتمل على هذه الفصاحة والغرابة والتصريف
البديع والمعاني والفوائد والحكم , والتناسب في البلاغة والتشابه في
البراعة على هذا الطول وعلى هذا القدر , فكلام الآدمي إن امتدَّ وقع فيه
التفاوت وبان عليه الاختلاف .

3-
إن الكلام يتبين فضله وفصاحته بأن تذكر فيه الكلمة في تضاعيف كلام
كالدرَّة في سلك خرز , ولكنك ترى الكلمة من القرآن يُتَمَثَّلُ بها في
تضاعيف كلام كثير , فإذا هي واسطة العقد .

القاضي عبد الجبار
أما القاضي عبد الجبار
(415 هـ) فعنده الفصاحة التي انفرد بها القرآن تقوم على جزالة اللفظ وحسن
المعنى , ثم يأتي هذا كله في نظمٍ فريد لم يسبق إليه فيكون ثوباً جديداً من
أثواب الحُسن يزداد الكلام الفصيح بها فصاحة وبلاغة .

((ثم
حيث انتهت غايات البيان العربي , وحيث لم يكن للبلغاء والفصحاء مذاهب وراء
هذا , أخذ القرآن الكريم راية البيان وسار بها أشواطاً بعيدة .. وأ{باب
البلاغة والبيان واقفون مشدوهين مأخوذين , كأنما أمسكت الأرض بهم)) .

الإمام أبو الحسن علي بن عيسى الرماني
أما الإمام أبو الحسن علي بن عيسى الرماني
فقد قسم وجوه إعجاز القرآن إلى سبعة وجوه :
1- ترك المعارضة مع توفر الداعي وشدة الحاجة .
2- التحدي للكافة
3-الصرفة
4- البلاغة
5- الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلية
6- نقص العادة
7- قياسه بكل معجزة .
وقد قسم البلاغة إلى ثلاث طبقات , منها ما هو في أعلى طبقة , ومنها ما هو أدنى , ومنها ما هو في الوسائط بين الطبقتين ,
فما كان في أعلاها فهو معجزة , وهو بلاغة القرآن ,
وما منها دون ذلك فهو ممكن كبلاغة البلغاء من الناس , والبلاغة يعرفها بأنها إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ .
فأعلاها
طبقة في الحسن بلاغة القرآن , وأعلى طبقات البلاغة للقرآن خاصة , وأعلى
طبقات البلاغة معجزٌ للعرب والعجم , كإعجاز الشعر المفحم , فهذا معجز
للمفحم خاصة , كما أن ذلك معجزٌ للكافة" .

عبد القاهر الجرجاني
أما عبد القاهر الجرجاني (471 هـ) :
فله
كتاب أسماه (دلائل الإعجاز) وهو ينفرد بين علماء البيان بأنه ذو منهج يغلب
عليه الذوق , وتستأثر به سلامة الفطرة , ونقاء الطبع , وهو واحدٌ من آحاد
العلماء الذين سلم طبعهم , وبقيت معهم فطرتهم السليمة النقية إلى حدٍّ بعيد
, في تلك الفترة التي فسد أو كاد يفسد فيها الذوق الأدبي .

وله كتابان أيضاً هما (أسرار البلاغة) و (الرسالة الشافية) , والرسالة هذه أقرب هذ الكتب إلى موضوعنا .
فهو
مبدئياً يرى أن ما أعجزالعرب في القرآن الكريم (( مزايا نظمه وخصائص في
سياق لفظه , وبدائع راعتهم من مبادئ آيهِ ومقاطعها ومجاري ألفاظها ومواقعها
)) .

ويقول
أيضاً : ((وبالقرآن من عظيم المزية , وباهر الفضل والعجيب من الرصف حتى
أعجز الخلق قاطبة , وحتى قهر البلغاء والفصحاء القوى والقدر )) .

الزمخشري
الزمخشري ورأيه في الإعجاز :
لم يؤلف (الزمخشري)
مؤلفاً خاصاً بالإعجاز , وإنما قام بمحاولة في هذا المجال لم يسبقها إليه
أحد , ذلك أنه أراد أن يقيم أدلة الأعجاز وشواهده من آيات القرآن الكريم ,
ولهذا جعل تفسيره المعروف باسم (الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل , وعيون
الأقاويل في وجوه التنزيل) لتحقيق هذه الغاية .

ولذا
سلك طريقاً غير الطريق الذي سلكه المفسرون قبله , وهو شرح مفردات القرآن ,
أو إعرابه أو استخلاص الأحكام الشرعية منه , أو بيان أسباب النزول , إلى
غير ذلك من مذاهب المفسرين .

كان
منهجه هذا استعراض للقرآن كله من أوله إلى آخره , ما كان يقف عند كل آية ,
وإنما كانت عينه -كما كان قلبه- متطلعة إلى ما عسى أن ينكشف له من إعجاز
النظم القرآني , وأسراره في المفردات والتراكيب على السواء , ويتحدث عن
حقيقة الإعجاز في القرآن في مقدمة تفسيره :

(( "أنشأه
-الله- كتاباً ساطعاً تبيانه , قاطعاً برهانه , وحيّا ناطقا ببينات وحجج ,
عربياً غير ذي عوج , مصدقاً لما بين يديه من الكتب السماوية , معجزاً
باقياً دون كل معجز على وجه كل زمان , أفحم به من طولب ن العرب العرباء ,
وأبكم به من تحدى به من مصاقع الخطباء )) .

القاضي عياض
القاضي عياض ورأيه في الإعجاز :
وقد عرض القاضي عياض
في كتابه الشفا في التعريف بحقوق المصطفى - لإعجاز القرآن , من حيث أنه
معجزة الرسول ويحصر القاضي عياض وجوه إعجاز القرآن في أربعة أوجه :

الوجه الأول : ((حسن تأليفه , والتئام كَلِمه وفصاحته , ووجوه إيجازه , وبلاغته الخارقة عادة العرب)) .

الوجه الثاني :
((صورة نظمه العجيب , والأسلوب القريب المخالف لأساليب العرب , ومناهج
نظمها ونثرها الذي جاء عليه , ولم يوجد قبله , ولابعده نظير له)) .

الوجه الثالث : ((من وجوه الإعجاز ما انطوى عليه القرآن من الإخبار بالمغيبات , وما لم يكن , ومالم يقع , فوُجِدَ كما ورد على الوجه الذي أخبر....

كقوله تعالى : ((لَقَدْ
صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ
رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا
فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27)
)) سورة الفتح .

الوجه الرابع : من
وجوه الإعجاز هو ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة , والأمم البائدة ,
والشرائع الداثرة , فيورد النبي (ص) على وجهه , ويأتي به على نصه , فيعترف
العالم بذلك بصحته وصدقه .

وقد أخرج القاضي عياض
وجهاً من وجوه الإعجاز حصر فيها الإعجاز القرآني يقول وهو يعدد وجوهاً
أخرى من وجوه الإعجاز "ومنها الروعة التي تخلق في قلوب سامعيه , والهيبة
التي تعتريهم عند تلاوته , لقوة حاله , وإنافة خطره , وهي على المكذبين به
أعظم , حتى كانوا يستثقلون سماعه...

قوله تعالى : (( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا (41))) سورة الإسراء .

وقوله تعالى : ((وَجَعَلْنَا
عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا
وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى
أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) سورة الإسراء

عبد الكريم الخطيب
الروعة والهيبة في قلوب سامعيه هو الإعجاز , وهذا الوجه في رأي عبد الكريم الخطيب
عمدة وجوه الإعجاز في القرآن , إن لم يكن هو وحده وجه إعجاز القرآن ,
فالروعة والهيبة عند تلاوته هي مناط إعجازه , وهي المعجزة القائمة فيه أبد
الدهر .

ابن عطية
لم يؤلف ابن عطية
في إعجاز القرآن كتاباً مستقلاً , وإنما له تفسير للقرآن الكريم , وبين
يدي هذه التفسير مقدمة تحدث فيها عن القرآن وفضائله , ووجه الإعجاز , بنظمه
وصحة معانيه , وتوالي فصاحة ألفاظه , وهو بهذا الرأي يجمع وجوهاً من آراء
من سبقه من العلماء كالجاحظ والخطابي والباقلاني وغيرهم , وليس في آرائه من جديد ... إذ الجاحظ
- ومن تبعه ممن قالوا بإعجاز القرآن من جهة النظم لا ينكر ما لصحة المعاني
في القرآن من أثرٍ في صحة النظم نفسه ... إذ ليس النظم شيئاً والمعنى شيءٌ
آخر , وإنما هما كيان واحد .. وكذلك الرأي عند عبد القاهر .

فإذا ما شئنا أن نلخص نظرة المتقدمين إلى الإعجاز البلاغي للقرآن لوجدناه يجمع بين أمور هي في جملتها : -
(النظم
الفريد , والعجيب , الحسن , المخالف لأساليب العرب , والصور البيانية التي
تؤلف أبدع تأليف بين أفصح الألفاظ الجزلة وأصح المعاني الحسنة ) .
قال الله تعالى : ((الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2))) سورة يوسف .


وبابن عطية
نختم جولتنا مع العلماء السابقين , ونظرتهم لوجوه الإعجاز الكثيرة
التي عرضناها , إذ أن أمر الإعجاز لا يمكن أن تحيط به أنظار الناظرين مهما
كثرت ....

انتهى في 1412 هـ
وزيد فيه إضافة في 8/ 1430هـ
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------




أهم المصادر :
- الميزان في القرآن
- مجمع البيان في تفسير القرآن
-إعجاز القرآن , للباقلاني .
- وجوه من الإعجاز القرآني , مصطفى الدباغ .
- إعجاز القرآن , الإعجاز في دراسات السابقين , عبد الكريم الخطيب .
- ثلاث رسائل في إعجاز القرآن , للرماني , والخطابي والجرجاني .
- مباحث في علوم القرآن , صبحي الصالح .
- لمحات في علوم القرآن , محمد الصباغ .
- لسان العرب , لابن منظور
- مجلة المنهل , عدد الربيعان 1412 هـ .
- مجلة القافلة .
تمريّون
تمريّون
الإدارة

ذكر
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى