من كتابات أم عماد المبارك رحمها الله تعالى

حيدر جاسم كتب:

كلمات سطرت بدم قلبٍ وقرئت فاستقرت بحجرات قلوب..

رحمكِ الله يا أم عماد وحشرك مع محمد وآله الطاهرين

دمتم على محبة الآل,,

[size=71]الصداقة ..[/size]

الصداقة .. لا أدري لمَ هذه الكلمة عندي غالية ..
منذ كنت طفلة , وحيث الأطفال يُسمُونَ جميع من حولهم من الصغار أصدقاء ..
كنت متحفظة في إطلاق هذه الكلمة عليهم ..
ففي نظري ليس كل من نلازمه صديقاً ..
وقد يكون صديق بعُد عنا وتستمر الصداقة ؛ لأن الصداقة أمر جليل ..
وقد
نخالط أشخاصاً سنيناً دون أن نشعر برابط قوي بيننا ، بحيث نشعر به ويشعر
بنا بحيث نخبره عن كل شيء وينصحنا بالصالح ، والحق لا ما فيه رضانا ..
وقد
أدركت صداقة وفرحت بصداقة (س) التي نصحتني في موقفٍ بعكس ما أريد ، ولكن في
نصيحتها كل الإخلاص ، كما أنها تفرح لفرحي وتحزن في حالة حزني .
لذلك سأكتب قليلاً عن هذه الصداقة .
دعوني أغوص في أعماق هذه الكلمة ..
التي تتنوع فيها الأنواع ..
ويندر أهلها المخلصين ..
فالصديق المخلص كنز ..
آلاف جواهر المعاني ..
وملايين درر النصائح ..
فما أتعس الإنسان بلا صديق مخلص ..
يكون كنفسه ..
بل يكون نفسه اللوامة قد حلت في جسدٍ آخر ..
فالصداقة لا تكون إلا بعد معاشرة وامتحان واختيار .. نعم بعد
اختيار .. بالعقل والقلب ..
قد أحب عقلُ إنسانٍ ولكني لا أشعر بارتياح إلى جواره ..
وقد أجد قلبي مالَ لإنسانٍ ولكني أحتقر فكره ومنهجه ..
فالأصدقاء في ندرتهم كندرة الماء في الصحراء أو كندرة الأوراق الخضراء في الخريف ..
وفي ندرة الأصدقاء جمال ..
[size=71]وفي هذه الندرة دلالة على أهمية حسن الاختيار ..
[size=71]وعلى هذه الندرة ندرك صعوبة الوصول إليهم وأهميتهم ..[/size]
[size=71]فالإنسان يحب أن يقتني[/size]
النادر ويصل إليه ..
فما أصعب الوصول إليهم ..
ولكن أهم من الوصول إليهم الاحتفاظ بهذه الصداقة الحرص عليها والاستزادة من أسباب المودة والتقارب .[/size]

خلوة أسف :

هل نحن حقاً عبيدك يارب ؟
.. ما أجرأنا على العصيان والتمرد والرفض لكل ما أوجبته علينا ونهيتنا عنه …
مَنْ منا لم يصادف ناكراً لجميله بعد طول العطاء والبذل ؟
ومن أنكر جميله مرَّ بغضبٍ عارمٍ في مواقفه مع الناكر للجميل ،
خاصة في بداية النكران …
ومع أنه بشر .. وأنت بشر ..
فما أحلمك علينا يا رب .
كلنا من مننك يا كريم ،
ومع ذلك نتجرأ عليك ،
ونغفل ونغفل
ونعصيك .. وبماذا تقابلنا ؟
بحلمٍ يعجز القلم عن وصفه ،
والعقول عن إدراكه ،
وباستمرارٍ في العطاء ،
فيا حبيب من تحبَّب إليه ،
افتح عقولنا وأنِر أبصارنا لندرك ولنرى عظمتك وحكمتك في كل شيء ..
هل الألم نعمة ..
نعم ، إنه نعمة ؛ لأنه ذكَّرني بخالقي؟
وقد نسيته وسط زحام ودوامة هذه الدنيا ..
نعم نسيت المنعم الكبير ،
وذكرت نعمه التي أعطاني إياها .
انشغلتُ عنه بمن حولي من الأعزاء والأحباب
، وبما حولي من المقتنيات والأثاث والأموال ..
وسط ذلك الزحام ..
جاء المرض ليذكرني بنعمة الصحة التي ضاعت وولت ..
وبما ضيعته وقت صحتي ..
وبنعمة الألم حتى أدرك ضعفي وحاجتي الدائمة لدائم الوجود .

(1)

ما أجمل الإيمان في عالم الكفر والجحود ..
ما أجمل الحياء في عالم الخلاعة والمجون ..
ما أجمل الأخلاق في عالم المادة والنقود ..
ما أجمل الاتحاد في عالم التفرق والحدود ..

مع تمنياتي القلبية بأن يعطيك الله خير دنياك وأخراك .


_____________

(2)

الناس معادن .. معدن الإنسان يتجدد بالكنوز المكنونة داخله .

ما أجمل المناجاة .. مع الحبيب ..

ما أجمل اللقاء

نبحث دوماً عن السعادة .. عسى أن نملكها .. فندفع أغلى الأثمان .. وننسى

أن السعادة ليست أموال .. ليست أحباء .. ليست زائفة .. بل هي روحنا ننميها .. وقلوبنا نصفيها .. هذه هي السعادة .

نبحث دوماً عن سعادتنا .. فندفع أغلى الأثمان وأحسنها .. فننسى بأن السعادة ليست أقوال بل روح في جسد ننميها , فالروح دائمة ..ليست زائلة ..
إنها باقية بقاء العطر في الزهر بقاء حب الولد في قلب الأم .. باقية بقاء الخلود .

مع تمنياتي لك بالسعادة الأبدية .

أم عماد المبارك

الإمام الحسن عليه السلام الشهيد المظلوم

" كلنا لفراقك محزونون يا أم عماد " الكلمات التي قيلت في حقها "

الاختيار,,, قصة لأم عماد

الصمود ,,, قصة لأم عماد